وهي (في الأرض) مقام الموصوف، ولا يجوز أن تكون موصولة عندهم، لأن الصلة لا تقوم مقام الموصول، وأجاز ذلك أهل الكوفة، والوجه هو الأول، لأن الفريقين (١) أجمعوا على جواز قيام الصفة مقام الموصوف، فحمله على الإجماع أولى من حمله على الاختلاف (٢).
وقوله: ﴿يُحْيِي﴾ يجوز أن يكون مستأنفًا عاريًا عن المحل، وأن يكون مرفوعًا على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو يحيي، وأن يكون منصوبًا على الحال من الضمير المجرور في ﴿لَهُ﴾، والعامل فيها ما تعلق به ﴿لَهُ﴾، و ﴿وَيُمِيتُ﴾ عطف عليه، وحكمه حكمه في الأحوال الثلاث.
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٦) آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (٧) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ﴾ أي: كائن أو شاهد معكم.
وقوله: ﴿وَمَا لَكُمْ﴾ ابتداء وخبر. ﴿لَا تُؤْمِنُونَ﴾ في موضع نصب على الحال، أي: ما لكم غير مؤمنين، كقولك: ما لك قائمًا؟ وقيل: هو
(٢) انظر مشكل مكي ٢/ ٣٥٦.