على حذف أن وإضمار الجار، والتقدير: ما لكم في أن لا تؤمنوا، فأضمر (في) ثم حذف (أنْ) فارتفع الفعل.
وقوله: ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ﴾ محل الجملة النصب على الحال من الضمير في ﴿لَا تُؤْمِنُونَ﴾، أي: وما لكم غير مؤمنين بالله مَدْعُوًّا للإيمان بربكم، فهما حالان متداخلتان كما ترى.
وقوله: ﴿وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ﴾ قرئ: بفتح الهمزة والخاء على البناء للفاعل وهو الله جل ذكره، أو الرسول عَزَّ نَصْرُهُ، ونصب الميثاق به، وبضم الهمزة وكسر الخاء على البناء للمفعول ورفع الميثاق به (١)، وبناؤه للفاعل كبنائه للمفعول في المعنى.
﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٠) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَلَّا تُنْفِقُوا﴾ أي: في ألا تنفقوا، فحذف (في).
وقوله: ﴿وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ﴾ الواو واو الحال، والتقدير: أي شيء لكم في ترك الإنفاق والحال أنكم تعلمون أن الأموال يرثها الله تعالى وتصير إليه؟.
وقوله: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ﴾ في الكلام حذف، والتقدير: من أنفق من قبل الفتح ومن أنفق من بعد الفتح، فحذف لوضوح الدلالة في الآية، لأن قوله: ﴿أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ﴾ يدل عليه. و ﴿دَرَجَةً﴾: تمييز.

(١) قرأها أبو عمرو وحده من العشرة. انظرها مع قراءة الباقين في السبعة/ ٦٢٥/. والحجة ٦/ ٢٦٦. والمبسوط/ ٤٢٩/. والتذكرة ٢/ ٥٨١.


الصفحة التالية
Icon