يدعوه، أو يرجوه، ثم يخافه... ويحبه كمحبة الديان
واتخاذ الند على قسمين كما ذكر العلماء:
١ - أن يجعله لله شريكًا في أنواع العبادة أو بعضها وهو من الشرك الأكبر.
٢ - ما كان من نوع الشرك الأصغر كقول الرجل: (ما شاء الله وشئت، ولولا الله وأنت، وكيسير الرياء).
وقوله: ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
ابتداء وخبر، والجملة حالية.
١ - قيل: عني بها جميع المشركين من مشركي العرب وأهل الكتاب.
٢ - وقيل: بل عني بذلك أهل الكتابين، أهل التوراة والإنجيل.
فالأول: عن ابن عباس قال: (نزل ذلك في الفريقين جميعًا من الكفار والمنافقين. وإنما عنى تعالى ذكره بقوله: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أي لا تشركوا بالله غيرَه من الأنداد التي لا تنفع ولا تضرّ، وأنتم تعلمون أنه لا ربّ لكم يرزقكم غيره، وقد علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرسول من توحيده هو الحق لا شك فيه).
وقال قتادة: (أي تعلمون أن الله خلقكم وخلق السماوات والأرض، ثم تجعلون له أندادًا).
والثاني: عن مجاهد: (﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، أنه إله واحدٌ في التوراة والإنجيل).
وقال: (يقول: وأنتم تعلمون أنه لا ندّ له في التوراة والإنجيل).
واختار ابن جرير أن الخطاب عامٌّ للناس كافة قال: (لأنه تحدّى الناس كلهم بقوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾) وهو القول الأول الذي ذهب إليه ابن عباس وقتادة.
فإن قيل: كيف وصفهم بالعلم وقد نعتهم قبل ذلك بالختم والطبع والصمم والعمى؟
فالجواب من وجهين:
الأول: ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ يريد العلم الخاص بأنه تعالى خلق الخلق وأنزل اللماء وأنبت الرزق فيعلمون أنه المنعم عليهم بذلك لا الأنداد.