بك من شئت، ولكل واحدةٍ منكما ملؤُها] وهذا لفظ مسلم (١).
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي - ﷺ - قال: [استأذنت النار ربَّها فقالت: رب أكل بعضي بعضًا فأذِنَ لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف] (٢).
وفي الصحيحين والمسند عنه عن النبي - ﷺ - قال: [نارُكم هذه التي توقِدُ بنو آدم، جُزءٌ من سبعين جزءًا من نار جهنم، قيل: يا رسول الله! إن كانت لكافية؟ قال: فإنها فضَلَتْ عليها بتسعةٍ وستين جزءًا، كلُّهن مثل حرِّها] (٣).
وفي لفظ عند الترمذي من حديث أبي سعيد: [ناركم هذه جزء من سبعين جزءًا من نارِ جهنم، لكل جزء منها حرُّها] (٤).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: [سمعنا وجبةً فقلنا: ما هذه؟ فقال رسول الله - ﷺ -: هذا حجر ألقي به من شفير جهنم منذ سبعين سنة، الآن وصل إلى قعرها] (٥).
٢٥. قوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥)﴾.
في هذه الآية: تبشير الله تعالى عباده المؤمنين بجنات تجري من تحتها الأنهار لهم فيها من أجمل الفواكه والثمار، وأطهر الزوجات، في خلود ونعيم مقيم.
وأصل البُشارة في لغة العرب الخبر بما يُسَرُّ به المخبَر، والبُشارة بكسر الباء وضمها، ويقال: (أبشر إبشارًا) أي سُرّ. قال الرازي: (والبشارة المطلقة لا تكون إلا

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨٤٦)، وأخرجه البخاري (٤٨٤٩).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٣٧). وأخرجه كذلك مسلم (٦١٧).
(٣) حديث صحيح. انظر مختصر صحيح مسلم (١٩٧٦)، وانظر: صحيح البخاري -حديث رقم- (٣٢٦٥)، كتاب بدء الخلق، وصحيح الجامع (٦٦١٨).
(٤) حديث صحيح. أخرجه الترمذي في السنن (٢٧٢٩)، وانظر صحيح الجامع (٦٦١٩).
(٥) حديث صحيح. رواه أحمد ومسلم. انظر صحيح مسلم (٢٨٤٤)، ومسند أحمد (١/ ٤٧٢).


الصفحة التالية
Icon