يا أهل الجنة خلودٌ ولا موت، ويا أهل النار خلودٌ ولا موت] (١)
٢٦ - ٢٧. قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (٢٦) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٢٧)﴾.
في هذه الآيات: إن الله تعالى لا يخشى ولا يمتنع من ذكر أي شيء مما قل أو كثر من أجل إثبات هذا الحق ونصره وإبطال حجج المبطلين والمعاندين. فيوقن المؤمنون، ويستهزئ الكافرون: الذين ينقضون ميثاق الله الذي أخذه عليهم ويفسدون في الأرض، وأولئك هم الخاسرون.
وقوله: ﴿يَسْتَحْيِي﴾ أصله في لغة العرب يستحييُ فلما استثقلت الضمة على الياء سكنت. وقيل معنى لا يستحيي لا يخشى، وقيل: لا يترك، وقيل: لا يمتنع.
قال الرازي: (وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا﴾ أي: لا يستبقي).
وأما تفصيل ذلك كلام المفسرين:
١ - ﴿لَا يَسْتَحْيِي﴾ لا يخشى. قال ابن جرير: (إن الله لا يخشى أن يضرب مثلًا، ويستشهد على ذلك... بقول الله تعالى: ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ [الأحزاب: ٣٧]-وينسب ذلك لبعض أهل العربية- قال: ويزعم أن معنى ذلك: وتستحي الناس والله أحق أن تستحيه فيقول: الاستحياء بمعنى الخشية، والخشية بمعنى الاستحياء).
٢ - ﴿لَا يَسْتَحْيِي﴾ أي لا يترك. قال النسفي: (أي لا يترك ضرب المثل بالبعوضة ترك من يستحيي أن يتمثل بها لحقارتها، وأصل الحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان من