حتى دُلَّ أو دُلّت على رجل دجال ساحر، زاد بكفره وشعوذته من المشكلة حين أمرها بحمل زوجها على أن يطلقها وكرّهها بالسحر منه بشدة ووعدها وعودًا كاذبة بإخراج هذه القوى الخفية منها وخلا بها وزنى بها ثم طلقها زوجها وطلب ذلك الدجال الزواج منها بدعوى متابعة معالجة المشكلة فتزوجها قبل أن تُنهي عدتها من زوجها ثم ظهر لها كذبه ودجله فهددته حتى طلقها، ثم رجعت إلى زوجها الأول نادمة عما حصل من أمرها، فجاءني زوجها يستفتيني -بعدما دُل عليَّ من كبار أهل العلم- هل تستطيع أن ترجع إليه وقد طلقها ثلاثًا ثم زنى بها ذلك الدجال ثم تزوجها أثناء عدتها ثم طلقها؟ ؟ فهذا حال زماننا نسأل الله السلامة والعافية.
وقوله: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾.
قال ابن عباس: ﴿الْعَلِيمُ﴾ الذي قد كمل في علمه، و ﴿الْحَكِيمُ﴾ الذي قد كمل في حُكمهِ).
وقيل: معنى الحكيم: الحاكم، كما أن العليم بمعنى العالم، والخبير بمعنى الخابر.
قال ابن كثير: (أي العليم بكل شيء، الحكيم في خلقك وأمرك، وفي تعليمك من تشاء، ومنعك من تشاء، لك الحكمة في ذلك والعدل التام).
وقوله تعالى: ﴿قَال يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَال أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٣٣)﴾.
قال ابن عباس: ﴿قَال يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ﴾، يقول: أخبرهم بأسمائهم- ﴿فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَال أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ﴾ أيها الملائكة خاصة ﴿إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ولا يعلمه غيري).
وقال زيد بن أسلم: (قال: أنت جبرائيلُ، أنت ميكائيل، أنت إسرافيل، حتى عدَّدَ الأسماء كُلَّها، حتى بلغ الغُراب).
وقال مجاهد: ﴿قَال يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ﴾ قال: اسم الحمامة، والغراب واسم كل شيء).
قال الحافظ ابن كثير: (فلما ظهر فضلُ آدم عليه السلام على الملائكة عليهم السلام في سَرْده ما علمه الله تعالى من أسماء الأشياء، قال الله تعالى للملائكة: ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ أي: ألم أتقدَّم


الصفحة التالية
Icon