قال السيوطي في "الإتقان": (اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير.. أما الخلفاء فأكثر من رُوي عنه منهم "علي بن أبي طالب" كرم اللهُ وجهه، والرواية عن الثلاثة قليلة جدًّا، وكأن السبب في ذلك تقدّم وفاتهم).
وفي صحيح البخاري عن مسروق قال: ذُكِرَ عبدُ الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو فقال: ذاكَ رجلٌ لا أزال أحِبُّهُ، سَمِعْتُ النبي - ﷺ - يقول: [خُذوا القرآن من أربعة (وفي رواية: استقرِئوا القرآن من أربعة): من عبد الله بن مسعود -فبدأ به- وسالمٍ مَوْلى أبي حُذيفة، ومعاذِ بنِ جَبَلٍ، وأُبَيّ بنِ كَعْبٍ] (١).
وفي صحيح البخاري -أيضًا- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: [قال النبي - ﷺ - لأُبَيّ: إن الله أمرني أن أقرأ عليك: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ [البينة: ١] قال: وسمّاني؟ قال: نعم. قال: فبكى] (٢).
وفي سنن ابن ماجة من حديث أنس مرفوعًا: [وأقرؤهم لكتاب الله أُبَيّ بن كعب] (٣).
٢ - زيد بن أسلم: هو زيد بن أسلم العدوي العمري، يكنى (أبا أسامة) وهو فقيه محدّث من أهل المدينة، كان مع عمر بن عبد العزيز أيام خلافته، واستقدمه (الوليد بن يزيد) في جماعة من فقهاء المدينة إلى دمشق مستفتيًا في أمر، وكانَ ثقة كثير الحديث له حلقة كبيرة في المسجد النبوي الشريف، ولهُ كتاب في التفسير رواه عنهُ ولده (عبد الرحمن) وقد كان رجلًا مهيبًا، قال ابن عجلان: (ما هبت أحدًا قطّ هيبتي لزيد بن أسلم).
وكان (علي بن الحسين) يجلس إليه فيستمع له ويترك مجالس قومه، فقيل له في ذلك: تترك مجالس قومكَ إلى عبد عمر بن الخطاب (حيث كان مولى لعمر)! فقال عليّ: (إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح- حديث رقم- (٣٨٥٩) - كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب أُبي بن كعب رضي اللهُ عَنْهُ.
(٣) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (١٥٤) - في أثناء حديث أطول. انظر صحيح سنن ابن ماجة (١٢٥).