توفي رحمه الله بالمدينة المنورة سنة (١٣٦) هجرية. (تذكرة الحفاظ للذهبي ١/ ٦٢).
٣ - أبو العالية الرياحي: هو رفيع بن مهران، وكنيتهُ أبو العالية، وهو مولى امرأة من بني رياح، وهو تابعي ثقة من أهل البصرة، اشتهر بالفقه والتفسير، رأى أبا بكر وقرأ القرآن على (أبي بن كعب) وغيره، وسمع من عمر، وابن مسعود، وعلي وعائشة، وغيرهم.
روي عنه أنه قال: (قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم بعشر سنين).
وكان منذ حداثة سنِّه راغبًا في العلم، مكبًّا على طلبه، حتى نبغَ فيهِ وفاق الأقران وخاصة في التفسير، وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يرفعهُ على سريره وقريش أسفل منه، ويقول: (هكذا العلم يزيد الشريف شرفًا، ويجلسُ المملوك على الأسرّة).
توفي سنة (٩٣) هجرية عن عمر يناهز الثمانين، رحمه الله تعالى.
٤ - محمد بن كعب القرظي: هو محمد بن كعب القرظي، أبو حمزة المدني، من حلفاء الأوس، سكن الكوفة ثم المدينة، روى عن جمع غفير من الصحابة وخاصة عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود.
قال ابن سعد: (كان ثقة عالمًا كثير الحديث، ورعًا صالحًا).
وقال عون بن عبد الله: (ما رأيتُ أحدًا أعلم بتأويل القرآن منه).
ويذكر البخاري في سبب تسميته بـ "القرظي" أن أباه كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك، وذلكَ أن النبي - ﷺ - قتل الرجال من بني قريظة حينما خانوا العهود وغدروا بالرسول، فأمر بقتل مقاتلتهم وترك الأطفال والصبيان والنساء.
وقد كان من أفاضل أهل المدينة علمًا وفقهًا، وكان يحدّث في المسجد فسقط عليه السقف وعلى أصحابه، فمات تحت الهدم، وكان ذلكَ سنة (١١٧) هجرية، رحمه الله تعالى (١).
ثالثًا: المدرسة العراقية:
١ - عبد الله بن مسعود: هو من أعلام الصحابة الذين اشتهروا بالتفسير، ونقلوا لنا

(١) انظر "تهذيب التهذيب" ج (٥) ص (٤٢١).


الصفحة التالية
Icon