وفي التنزيل ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ﴾ [الرحمن: ٦]. يعني بالنجم ما نَجم من الأرض من نَبت، وبالشجر ما استقل على ساق، كلاهما يخضعان وينقادان لله فيما خلقا له.
والمقصود أن النجم هو النبات الذي ينجم ولا ساقَ له كالعشب والبقل، وأما الشجر فهو ما قام على ساق.
واختلف في عين الشجرة التي نُهي آدم عن أكل ثمرها، وفي ذلك أقوال: الأول: السُّنبلة. قال ابن عباس: (الشجرة التي نُهي عن أكل ثمرها آدم، هي السنبلة).
وقال وهب بن منبه: (هي البُرُّ، ولكن الحبة منها في الجنة كُكُلَى البقر، ألين من الزبد وأحلى من العسل. وأهل التوراة يقولون: هي البُرّ).
الثاني: الكرمة. قال ابن عباس: (هي الكرمة). وفي رواية: (وتزعم اليهود أنها الحنطة).
وقال السدي: (الشجرة هي الكَرْم). وقال الشعبي: (هم العِنب).
وقال جعدة بن هُبيرة: (الشجرة التي نُهي عنها آدم، شجرة الخمر).
الثالث: التِّينة. قال ابن جريج: (تينة).
الرابع: شجرة الخلد. قال يعقوب بن عتبة: (حُدِّث أنها الشجرة التي تحتكُّ بها الملائكة للخلد).
وكلها أقوال لا يصح رفع شيء منها إلى النبي - ﷺ -، ولو شاء الله سبحانه لعيّنها بعينها، ولكنه سبحانه ما أراد ذلك، إذ المقصود من الآية إدراك أثر المخالفة لأمره سبحانه لا الخوض في مسميات ليست هي المرادة بذلك.
وقد أجاد شيخ المفسرين العلامة ابن جرير رحمه الله بقوله: (فالصواب في ذلك أن يقال: إن الله جل ثناؤه نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها، من أشجار الجنة دون سائر أشجارها، فخالفا إلى ما نهاهما الله عنه، فأكلا منها كما وصفهما الله جل ثناؤه به. ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على التعيين، لأن الله لم يَضَع لعباده دليلًا على ذلك في القرآن، ولا في السنة الصحيحة).