عظمًا سمينًا لشهِدَها. يعني صلاةَ العشاء] (١).
وقوله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٤٤)﴾.
البر: هو كل طاعة لله عز وجل. وهو لغة ضد العقوق. وفلان (يَبَرُّ) خالقه و (يتبرَّره) أي يُطيعه.
وفي صحيح مسلم وجامع الترمذي عن النَّوَّاس بن سَمْعانَ الأنصاري قال: سألت رسول الله - ﷺ - عن البر والإثم؟ فقال: [البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، والإثْمُ ما حاكَ في صَدْرِكَ وكَرِهْتَ أن يطّلِعَ عليه الناسُ] (٢).
وفي مسند أحمد بسند صحيح عن أبي ثعلبة رضي الله عنه، عن النبي - ﷺ - قال: [البِرُّ ما سكنت إليه النفسُ، واطمأنَّ إليه القلبُ، والإثم ما لمْ وتسكن إليه النفس، ولم يطمئن إليه القلب، وإن أفتاك المُفتون] (٣).
وقد ورد في مفهوم البر الذي كان المخاطبون بهذه الآية يَأمُرون الناسَ به وينسون أنفسهم الأقوال التالية:
١ - عن ابن عباس قال: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾، أي تنهون الناس عن الكفر بما عندكم من النبوة والعُهْدَةِ من التوراة وتتوكون أنفسكم، أي وأنتم تكفرون بما فيها من عَهْدي إليكم في تصديق رسولي، وتنقضون مِيثاقي، وتجحدون ما تعلمون من كتابي).
وعنه قال فيا أيضًا: (أتأمرون الناس بالدخول في دين محمد - ﷺ -، وغير ذلك مما أُمرتم به من إقام الصلاة، وتنسون أنفسكم)،
٢ - عن السدي قال: (كانوا يأمرون الناس بطاعة اللة وبِتقواه، وهم يعصونه).
٣ - عن قتادة قال: (كان بنو إسرائيل يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وبالبر، ويخالفون، فعيّرهم الله).
٤ - عن ابن جريج قال: (﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ﴾، أهل الكتاب والمنافقون،
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم - حديث رقم - (٢٥٥٣) - كتاب البر والصلة. باب تفسير البرّ والإثم.
(٣) حديث صحيح. انظر تخريج "مشكاة المصابيح" (٢٧٧٤)، وصحيح الجامع الصغير (٢٨٧٨).