﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٣)﴾، وقوله إخبارًا عن شعيب: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨)﴾).
٣ - وقال أبو الأسود الدؤلي:
لا تَنْهَ عن خُلُق وتأتي مثله | عار عليك إذا فعلت عظيم |
فابدأ بنفسك فانهها عن غيِّها | فإذا انتهت عنه فأنت حكيم |
فهناك يُقْبَلُ إن وعظت ويقتدى | بالقول منك وينفع التعليم |
وغير تقِيٍّ يأمر الناس بالتُّقَى | طبيبٌ يُداوي، والطبيب مريض |
وقال أبو العتاهية الشاعر:
وصفت التقى حتى كأنك ذو تُقىً | وريحُ الخطايا من ثيابك تسطَعُ |
ما أقبحَ التزهيدَ من واعظٍ | يُزَهِّدُ الناس ولا يَزْهَدُ |
لو كان في تَزْهِيدِهِ صادقًا | أضحى وأمسى بيته المسجدُ |
إن رَفَض الناسَ فما باله | يستمنحُ الناسَ ويَسْتَرْفِدُ |
والرزقُ مقسومٌ على من ترى | يسعى له الأبيض والأسودُ |
في هذه الآيات: يرشد الله جل ثناؤه عباده إلى الاستعانة على الوفاء بالعهد على طاعته - جل ذكره - واتباع أمره وأمر نبيّه - ﷺ -، وترك ما تهواه النفس من حب الرياسة والشهوات والدنيا، بالصبر والصلاة، ويخبرهم أن ذلك ثقيل إلا على الخاشعين الخائفين من ربهم والوقوف بين يديه يوم القيامة.
فإن الصبر في لغة العرب: الحبس. وقُتِل فلان صَبْرًا: أي أُمْسِكَ وحُبِسَ حتى