٣ - عن ابن جريج في قوله: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ قال: (إنهما معونَتان على رحمة الله). وقال أبو العالية: (يقول: استعينوا بالصبر والصلاة على مرضاة الله، واعلموا أنهما من طاعة الله).
٤ - قال ابن القيم: (الصبر حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش. قال: وهو واجب بإجماع الأمة، وهو نصف الإيمان، فإن الإيمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر).
٥ - وسئل الجنيد عن الصبر؟ فقال: (تجرع المرارة من غير تعبس). وقيل: (هو تعويد النفس الهجوم على المكاره). وفيل: (هو الثبات مع الله، وتلقي بلاءه بالرحب والدعة).
وقوله: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾
أي: الصلاة. قاله مجاهد.
وعن الضحاك: (﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ قال: إنها لثقيلة إلا على الخاضعين لطاعته، الخائفين سطواته، المصدقين بوعده ووعيده).
وفي تفسير ﴿الْخَاشِعِينَ﴾ أقوال متقاربة:
١ - عن ابن عباس: (﴿إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، يعني: المصدّقين بما أنزل الله).
٢ - عن أبي العالية: (قال: يعني الخائفين).
٣ - عن مجاهد: (قال: المؤمنين حقًّا).
٤ - قال ابن زيد: (الخشوع الخوف والخشية لله، وقرأ قول الله: ﴿خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ﴾، قال: قد أذلها الخوف الذي نزل بهم، وخشعوا له).
٥ - قال مقاتل بن حيَّان: (﴿إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، بعني المتواضعين).
وأصل الخشوع في كلام العرب: الخضوع، وخشع ببصره أي غضّه. فالخشوع يضم في مفهومه التواضع والتذلل والاستكانة.
قال ابن جرير: (فمعنى الآية: واستعينوا، أيها الأحبار من أهل الكتاب، بحبس أنفسكم على طاعة الله، وكفّها عن معاصي الله، وبإقامة الصلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، المقرِّبة مِن مَراضي الله، العظيمةِ إقامتُها إلا على المتواضعين لله، المستكينين لطاعته، المتذللين من مخافته).