أَنْفُسَكُمْ}، قال: (عَمَدوا إلى الخناجر فجعل يطعن بعضهم بعضًا).
٢ - عن مجاهد وسعيد بن جبير قالا: (قام بعضهم إلى بعض بالخناجر يقتُل بعضهم بعضًا، لا يَحنُّ رجلٌ على رجل قريب ولا بعيد، حتى ألْوَى موسى بثوبه، فطرحوا ما بأيديهم، فتكشَّفَ عن سبعين ألف قتيل. وإن الله أوحى إلى موسى: أن حَسْبي، فقد اكتفيت! فذلك حين ألوى بثوبه).
٣ - عن ابن عباس قال: (قال موسى لقومه: ﴿فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾. قال: أمر موسى قومَه - عن أمر ربه عز وجل- أن يقتلوا أنفسهم، قال: فاحتبى الذين عكفوا على العجل فجلسوا، وقام الذين لم يعكفوا على العجل، وأخذوا الخناجر بأيديهم، وأصابتهم ظلمة شديدة، فجعل يقتل بعضهم بعضًا، فانجلت الظلمة عنهم وقد أجْلوْا عن سبعين ألف قتيل، كلّ من قُتل منهم كانت له توبة، وكل من بقِيَ كانت له توبة).
٤ - عن السدي قال: (فَصَفُّوا صَفَّين، ثم اجتلدوا بالسيوف. فاجتلد الذين عبدوه والذين لم يعبدوه بالسيوف، فكان من قتل من الفريقين شهيدًا، حتى كثُر القتل، حتى كادوا أن يهلكوا، حتى قُتل بينهم سبعون ألفًا، حتى دعا موسى وهرون: ربَّنا هلكت بنو إسرائيل! ربنا البقية البقية! فأمرهم أن يضعوا السلاح وتاب عليهم. فكان من قتل شهيدًا، ومن بقي كان مكفَّرًا عنه. فذلك قوله: ﴿فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾).
٥ - قال ابن جريج: (وكان قتلُ بعضهم بعضًا: أن الله علم أن ناسًا منهم علموا أن العجل باطل، فلم يمنعهم أن ينكروا عليهم إلا مخافة القتال، فلذلك أمر أن يقتُل بعضهم بعضًا).
٦ - عن ابن إسحاق قال: (لما رجع موسى إلى قومه - وأحرق العِجل وذرّاه في اليمّ وخرج إلى ربه بمن اختار من قومه، فأخذتهم الصاعقة، ثم بعثوا - سأل موسى ربَّه التوبة لبني إسرائيل من عبادة العجل، فقال: لا، إلا أن يقتلوا أنفسهم. قال: فبلغني أنهم قالوا لموسى: نصبرُ لأمر الله! فأمر موسى من لم يكن عَبَدَ العجلَ أن يَقْتُلَ من عَبَدَه. فجلسوا بالأفنية، وأصْلتَ عليهم القوم السيوف، فجعلوا يقتلونهم، وبكى موسى، وبَهِشَ إليه النساء والصبيان يطلبون العفو عنهم، فتاب عليهم وعفا عنهم، وأمر موسى أن ترفع عنهم السيوف).
٧ - قال ابن زيد: (لما رجع موسى إلى قومه وكان سبعون رجلًا قد اعتزلوا مع


الصفحة التالية
Icon