الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد وأبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [قال الله تعالى: الكبرياء رِدائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار] (١). وفي لفظ عند الحاكم: [الكبرياء رِدائي، فمن نازعني في ردائي قصمته].
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد عن ابن مسعود قال: [كنتُ لا أُحجَبُ عن النجوى، ولا عن كذا ولا عن كذا، فأتيت رسول الله - ﷺ - وعنده مالك بن مرارة الرّهاوي، فأدركته من آخر حديثه، وهو يقول: يا رسول الله، قد قُسِمَ لي من الجمال ما ترى، فما أحب أن أحدًا من الناس فَضَلني بشراكين فما فوقهما، أفليس ذلك هو البغي؟ فقال: لا، ليس ذلك بالبغي، ولكن البغي مَنْ بطر، أو قال: سَفِهَ الحق وغمطَ الناس] (٢). يعني: ردّ الحق وانتقاص الناس والازدراء بهم والتعاظم عليهم.
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد عن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن رسول الله - ﷺ - قال: [أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل قتله نبيّ أو قتل نبيًّا، وإمام ضلالة، ومُمَثِّل من الممثلين] (٣).
وقوله: ﴿ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾.
أي: فُعِل بهم ما فُعِل بسبب عصيانهم وتجاوزهم الحد. قال الأخفش: (أي بعصيانهم)، فالباء في "بما" باء السبب. والاعتداء تجاوز الحد في كل شيء.
٦٢. قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)﴾.
في هذه الآية: يبين سبحانه حال الأمم التي سلفت وكانت على الحق والإيمان والعمل الصالح، بأن جزاءها الحسنى، وهو شأن كل من اتبع الرسل ومضى على
(٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد (١/ ٣٨٥) ورجاله ثقات، ويشهد له الحديث الأول.
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد (١/ ٤٠٧) من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، ورجاله ثقات.