الرجل يحفر الحفيرة ويجعل لها نهرًا إلى البحر. فإذا كان يومُ السبت فتح النهر، فأقبل الموجُ بالحيتان يضربُها حتى يلقيها في الحفيبرة. ويريد الحوت أن يخرج، فلا يطيق من أجل قلة ماء النهر. فيمكث فيها. فإذا كان يوم الأحد جاء فأخذه. فجعل الرجل يشوي السَّمك، فيجد جارُه ريحَه، فيسأله فيخبره، فيصنع مثل ما صنع جارُه).
وقوله: ﴿فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾.
قال مجاهد: (صاغرين). وقال الربيع: (أي أذلة صاغرين). وقال الضحاك عن ابن عباس: (خاسئًا، يعني ذليلًا).
وقوله: ﴿فَجَعَلْنَاهَا﴾.
فيه قولان عن ابن عباس وثلاثة أقوال عن غيره:
١ - عن الضحاك، عن ابن عباس: (﴿فَجَعَلْنَاهَا فجعلنا تلك العقوبة - وهي المَسخة - {نَكَالًا﴾).
٢ - عن ابن عباس: (﴿فَجَعَلْنَاهَا﴾، يعني الحيتان).
٣ - قيل: فجعلنا القرية التي اعتدى أهلها في السبت.
٤ - قيل: فجعلنا القردة الذين مُسخوا ﴿نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا﴾.
٥ - قيل: فجعلنا الأمة التي اعتدت في السبت ﴿نَكَالًا﴾.
وكلها أقوال متقاربة تفيد الاعتبار بما نزل بهؤلاء القوم المكرة العصاة.
وقوله: ﴿نَكَالًا﴾.
قال ابن عباس: (يقول: عقوبة).
وقوله: ﴿لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا﴾.
فيه تفاسير متقاربة:
١ - عن ابن عباس: (﴿لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا﴾ يقول: ليحذرَ مَنْ بعدهم عُقوبتي. ﴿وَمَا خَلْفَهَا﴾ يقول: الذين كانوا بقُوا معهم).
وقال الربيع: (﴿لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا﴾، لما خَلا لهم من الذنوب، ﴿وَمَا خَلْفَهَا﴾ أي: عبرة لمن بقِيَ من الناس).
٢ - قال ابن عباس: (﴿فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا﴾، أي: من القُرَى).


الصفحة التالية
Icon