أنواع التفاسير
١ - التفاسير اللغوية: وهي التفاسير التي ينصب فيها اهتمام أصحابها بإبراز جانب الإعراب والنحو ومسائله، ويُكثِر هؤلاء من الشواهد الشعرية والنثرية، ومن هؤلاء الزجاج والواحدي في كتابه "الوسيط" وأبو حيان (١) في "البحر المحيط"، والزمخشري (٢) في "الكشاف"، والنسفي (٣) -والذي هو تهذيب للكشاف-، وغير ذلك من التفاسير.
قلت: والمبالغة في كشف الحقائق اللغوية والوجوه الإعرابية غير مطلوب في منهاج النبوة، بل إنه في كثير من الأحيان يبعد أهل هذه المدرسة عن المقصود الشرعي من الآية أو الحكم الشرعي الدقيق الذي استقر عليهِ الفهم من الكتاب والسنة.
٢ - التفاسير العقلية والفلسفية: ومن ذلكَ تفسير "مفاتيح الغيب" للفخر الرازي (٤)، فقد أكثر من ذكر أقوال الفلاسفة والحكماء، وذكر شُبههم والرد عليهم. إلا أنه وقع له في أكثر من موضع أنه يقرر كلام أهل الأهواء بأدلة قوية ثم يردها أو ينتقدها بأدلة واهية وهذا مما أخذ عليه.
قلت: وتفسير القرآن بالرأي والعقل وعلم الكلام باب من أبواب الفتنة في الدين، وهو قول على الله بغير علم، وقد توعد الله في التنزيل الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.
وروى أبو عبيد القاسم بن سلام عن أبي بكر، وقد سُئل عن قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً
(٢) هو محمود بن عمر الزمخشري -معتزلي- توفي سنة (٥٣٨) هجرية.
(٣) هو عبد الله بن أحمد النسفي، وكتابه في التفسير هو: "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" المعروف بتفسير النسفي، توفي سنة (٧٠١) هجرية.
(٤) هو الشيخ محمد بن عمر الرازي المتوفى سنة (٦٠٦) هـ.