السدي: (أما ﴿وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾، فهم أمة محمد - ﷺ -). وقال الربيع: (فكانت موعظة للمتقين خاصة).
و﴿وَمَوْعِظَةً﴾ وزنها مَفْعِلة، من الاتعاظ والانزجار. والوعظ: التخويف.
قال الخليل: (الوعْظ: التذكير بالخير فيما يرق له القلب).
ولا شك أن اللفظ يعم كل متّق بعدهم إلى يوم القيامة.
يروي ابن بطة بسند حسن عن محمد بن عمرو عن أبي مسلمة، عن أبي هريرة: [أنّ رسول الله - ﷺ - قال: لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فَتَسْتَحِلّوا محارمَ الله بأدنى الحِيَل] (١).
فائدة (١): لم يجعل الله لذلك المسخ من بني إسرائيل نسلًا.
ففي صحيح مسلم ومسند أحمد عن ابن مسعود، عن النبي - ﷺ - قال: [إن الله تعالى لم يجعلْ لمسخٍ نسْلًا، ولا عَقِبًا، وقد كانت القِردة والخنازير قبلَ ذلك] (٢).
فائدة (٢): هذه الأمة مهدّدة بمسخ إذا ظهرت فيها القيان والمعازف وشربت الخمور.
فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن عمران بن حصين، عن النبي - ﷺ - قال: [في هذه الأمة خسْفٌ، ومسْخٌ، وقذْف، إذا ظهرت القِيانُ والمعازِفُ، وشربت الخُمور] (٣).
٦٧. قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَال مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَال أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٦٧)﴾.
في هذه الآية: ابتداء ذكر قصة البقرة التي أمِر بنو إسرائيل بذبحها والتي سميت بها هذه السورة.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٦٦٣) - كتاب القدر، ح (٣٢)، وهو جزء من حديث طويل.
(٣) حديث صحيح. أخرجه الترمذي في السنن (٢٢١٢)، وانظر صحيح سنن الترمذي (١٨٠١).