سفيان عن عبد الرحمن بن علقمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: [﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ﴾ قال: نزلت في أهل الكتاب] (١).
وقوله: ﴿فَوَيْلٌ﴾.
قد اختلف فيه على أقوال:
١ - قال ابن عباس: ﴿فَوَيْلٌ﴾، يقول: فالعذاب عليهم). وقال: (الويل: المشقة من العذاب).
٢ - قال أبو عياض: (الوَيْلُ: ما يسيل من صديدٍ في أصل جهنم). وقال أيضًا: (صهريج في أصل جهنم، يسيل فيه صديدهم). وقال أيضًا: (الويل: وادٍ من صديد في جهنم).
٣ - وقيل: الويل جبلٌ في النار. أو واد في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يبلغ إلى قعره. ولا يصح ما ذكر في ذلك مرفوعًا إلى النبي - ﷺ -.
٤ - قال الخليل: (الويل شدة الشر). وقال الأصمعي: (الويل تفجُّعٌ، والوَيْحُ ترحُّمٌ).
٥ - قال ابن عرفة: (الويل: الحزن).
٦ - قال سيبويه: (وَيْلٌ، لمن وقع في الهلكة، وَوَيحٌ زجرٌ لمن أشرف على الهلكة).
قلت: والذي يجمع هذه الأقوال أن كلمة (ويل) هي كلمة عذاب وهلاك أوعد الله به من هددهم في كتابه. والعرب تقول وَيْلٌ لزيد وَوَيْلًا لزيد فالرفع على الابتداء والنَّصْب على إضمار الفعل، والتقدير: ألزمهم الله وَيْلًا.
وقوله: ﴿لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾.
يقصد به: الذين حرَّفوا التوراة من يهود بني إسرائيل، وكتبوا كتابًا على ما تأَوَّلوه من تأويلاتهم وأهوائهم ثم باعوه من قوم جهال بعرض من الدنيا خسيس.