وأما السيئة التي ذكرت في النص فلها تأويلان:
١ - التأويل الأول: السيئة بمعنى الشرك.
قال قتادة: (أما السيئة فالشرك). وقال مجاهد: ﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً﴾: شركًا).
٢ - التأويل الثاني: السيئة بمعنى الكبيرة من الذنوب.
قال السدي: (أما السيئة: فهي الذنوب التي وعد عليها النار).
وقال الحسن: (السيئة: الكبيرة من الكبائر).
فائدة: أمّا ﴿بَلَى﴾ فهي إقرار في كل كلام في أوله جَحْد، كما "نعم" إقرار في الاستفهام الذي لا جحد فيه. وأصلها "بل" التي هي رجوع عن الجحد المحض نحو قولك: "ما قام عمرو بَلْ زيد". فزيدت فيها الياء لِيَصلح عليها الوقوف. فتصير "بلى" رجوعًا عن الجحد فقط، وإقرارًا بالفعل الذي بعد الجحد. قال ابن جرير: (فدلّت "الياء" منها على معنى الإقرار والإنعام. ودل لفظ "بل" على الرجوع عن الجحد).
وقوله: ﴿وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ﴾.
التأويل: اجتمعت عليه تلك الخطيئة فمات عليها ولم يتدارك نفسه بالتوبة والإنابة.
وقد جاءت أقوال المفسرين على ذلك:
١ - قال ابن عباس: ﴿وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ﴾: يحيط كفرُه بما له من حسنة).
٢ - قال مجاهد: ﴿وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ﴾: ما أوجب الله فيه النار).
٣ - قال الضحاك: (مات بذنبه). وقال الربيع: (مات عليها). وقال: (هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب).
٤ - قال قتادة: (أما الخطيئة فالكبيرة الموجبة).
٥ - قال الحسن: (كل آية وعد الله عليها النار، فهي الخطيئة).
٦ - قال السدي: (فمات، ولم يتب).
٧ - قال ابن جريجٍ: قلت لعطاء: ﴿وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ﴾، قال: الشرك، ثم تلا ﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ﴾.