أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: برّ الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله] (١).
وفي الصحيحين أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [جاء رجلٌ إلى رسول الله - ﷺ - فقال: يا رسول الله، من أحقّ بِحُسْنِ صحابتي؟ قال: أُمُّك، قال: ثُمَّ مَن؟ قال: ثمَّ أمُّكَ، قال: ثمَّ مَنْ؟ قال: ثمَّ أمُّكَ، قال: ثمَّ مَنْ؟ قال: ثم أبوك" (٢).
فائدة: قوله تعالى: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ﴾ قيل: خبرٌ بمعنى الطلب، وهو أَكد، حكاه الزمخشري. وقيل: أصله "أن لا تعبدوا إِلَّا اللَّهَ" كما بقراءة بعض السلف، فحذفت "أن" فارتفع. وقيل بل هو في قراءة أبيّ وابن مسعود: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ﴾. وقيل ﴿لَا تَعْبُدُونَ﴾ مرفوع على أنه قسم، والتقدير: والله لا تعبدون إلا الله. ذكره القرطبي عن سيبويه.
و﴿الْقُرْبَى﴾ بمعنى القرابة، وهو مصدر، والمعنى: وأمرناهم بالإحسان إلى القرابات بصلة أرحامهم. و"اليتامى" جميع يتيم ويدخل في ذلك المذكور والإناث.
قال القرطبي: (واليُتْم في بني آدم بفقد الأب، وفي البهائم بفقد الأم).
و﴿وَالْمَسَاكِينِ﴾ جمع مسكين، وهو المتخشِّع المتذلِّل من الفاقة والحاجة، والمَسْكَنَة هي ذُل الحاجة والفاقة. فيكون المعنى كما قال ابن جرير: (وبذي القربى: أنَّ تصلوا رحمه، وتعرفوا حقه، وباليتامى: أنْ تتعطفوا عليهم بالرحمة والرأفة، وبالمساكين: أن تُؤتوهم حقوقهم التي ألزمها الله أموالكم).
وفي المسند وجامع الترمذي بسند جيد عن أبي هريرة مرفوعًا: [تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر] (٣).
وله شاهد عند الطبراني بسند صحيح من حديث عمرو بن سهل بلفظ: [صِلة القرابة
(٢) حديث صحيح. انظر صحيح البخاري -حديث رقم- (٥٩٧١) - كتاب الأدب، وصحيح مسلم -حديث رقم- (٢٥٤٨) - كتاب البر والصلة والأدب.
(٣) حديث صحيح. انظر مسند أحمد (٢/ ٣٧٤)، وجامع الترمذي (١/ ٣٥٧ - ٣٥٨)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة -حديث رقم- (٢٧٦).