مثراةٌ في المال، محبَّةٌ في الأهل، منسأة في الأجل] (١).
وفي الصحيحين عن زينبَ الثقفيَّة امرأةِ عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله - ﷺ -: [تصدَّقْنَ يا معشر النساء! ولو من حُلِيِّكُنَ. قالت: فرجعت إلى عبد الله بن مسعود فقلت: إنك رجل خفيف ذات اليد، وإن رسول الله - ﷺ - قد أمرنا بالصدقة، فائته فسله، فإن كان ذلك يُجْزي عني، وإلا صرفتها إلى غيركم. فقال عبد الله: بل ائتيه أنت فانطلقْتُ، فإذا امرأةٌ من الأنصار بباب رسول الله - ﷺ -، حاجتها حاجتي، وكان رسول الله - ﷺ - قد أُلقيت عليه المهابة، فخرج علينا بلال، فقلنا له: ائت رسولَ الله - ﷺ - فأخبره أن امرأتين في الباب، يسألانك: أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما، وعلى أيتام في حجورهما؟... فقال رسول الله - ﷺ -: لهما أجر القرابة وأجر الصدقة" (٢).
وفي المسند بسند صحيح عن سلمانَ بن عامرٍ رضي الله عنه، عن النبي - ﷺ -. قال: [الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة] (٣).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي - ﷺ - قال: [الساعي على الأَرْمَلَة والمِسْكين، كالمجاهد في سبيل الله - وأحْسِبُهُ قال: - وكالقائم لا يَفتُرُ وكالصائم لا يُفطرُ] (٤).
وقوله: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾.
التقدير: قولوا للناس قولًا ذا حسن، وإنما نُصب "حُسْنًا" على المصدر. وقد قرأها قراء الكوفة غير عاصم "حَسَنًا"، في حين قرأها قراء المدينة "حُسْنًا". قال الأخفش: هما بمعنىً واحد، مثل البُخْل والبَخَل، والرُّشْد والرَّشَد. وأما أقوال أئمة التفسير فيها فمتقاربة يزيد أحدهم في تفسيره وضوحًا على الآخر:
١ - قال ابن عباس: (أمرهم أيضًا بعد هذا الخُلُق: أنْ يقولوا للناس حسنًا، أن يأمروا بـ "لا إله إلا الله" من لم يقُلها ورغب عنها، حتى يقولوها كما قالوها، فإن ذلك
(٢) حديث صحيح. انظر صحيح البخاري -حديث رقم- (١٤٥٦) - كتاب الزكاة، وصحيح مسلم -حديث رقم- (١٠٠٠) - كتاب الزكاة.
(٣) حديث صحيح. رواه أحمد (٤/ ١٧)، ورواه النسائي (٥/ ٩٢)، والترمذي (٦٥٨)، وابن خزيمة (٢٣٨٥)، انظر صحيح الترغيب (١/ ٨٨٣)، كتاب الصدقات.
(٤) حديث صحيح. انظر صحيح مسلم -حديث رقم- (٢٩٨٢) - كتاب الزهد. باب فضل الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم.