قُرْبةٌ من الله جل ثناؤه. وقال: الحسن أيضًا، ليِّن القول، من الأدب الحسن الجميل والخُلق الكريم، وهو مما ارتضاه الله وأحبه).
٢ - قال أبو العالية: (قولوا للناس معروفًا). وقال سفيان الثوري: (مُروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر).
٣ - قال ابن جريجٍ: (قولوا للناس صدقًا في شأن محمد - ﷺ - ولا تغيِّروا نعته).
٤ - قال أبو العالية: (قولوا لهم الطيِّب من القول، وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تجازوا به).
والخلاصة كما قال القرطبي رحمه الله: (وهذا كله حض على مكارم الأخلاق، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس ليِّنًا ووجهه منبسطًا طَلْقًا مع البَرِّ والفاجر، والسُّنيّ والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أن يُرضي مذهبه، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون: ﴿فَقُوْلَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾. فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه).
وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر، قال رسول الله - ﷺ -: [لا تُحقِرَنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق] (١).
وقوله: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾.
المعنى: أقيموا الصلاة المكتوبة بحقوقها: بأركانها وواجباتها. وأدوا الزكاة المفروضة عليكم: طاعةً لله وإخلاصًا له طيبة بها أنفسكم.
قال ابن مسعود: (إقامة الصلاة تمامُ الركوع والسجود والتلاوة والخشوع، والإقبال عليها فيها).
قال ابن عباس: (الزكاة التي أمروا بها طاعة الله والإخلاس). وقال: (إيتاء الزكاة، ما كان الله فرض عليهم في أموالهم من الزكاة، وهي سُنَّة كانت لهم غير سُنّة محمد - ﷺ -. كانت زكاة أموالهم قربانًا تهبط إليه نار فتحملها، فكان ذلك تقبُّله. ومن لم تفعل النار به ذلك كان غير متقبَّل، وكان الذي قرّب، منْ مكسب لا يحلُّ: من ظُلْم أو غَشْم، أو أَخْذٍ بغير ما أمره الله به وبيّنه له).