وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ﴾.
قال ابن جرير: (ثم أدفعه إلى عذاب النار وأسوقه إليها). وهو من الاضطرار: أي الإكراه.
وفي التنزيل: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨)﴾ [الحج].
وفيه أيضًا: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾ [الطور: ١٣]. ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ [القمر: ٤٨].
وقوله: ﴿وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾.
قال النسفي: (المرجع الذي يصير إليه النار فالمخصوص بالذم محذوف).
١٢٧ - ١٢٨. قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٢٨)﴾.
في هذه الآيات: ذكر رفع إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- قواعد البيت يرجون القبول بذلك من الله السميع العليم. وهم يدعونه الثبات على الإسلام والذرية الصالحة، وأن يبين لهم أمر مناسك دينهم ويتوب عليهم إنَّه هو التواب الرحيم.
والقواعد: جمع قاعدة، وهي السارية والأساس.
قال البخاري رحمه الله في صَحيحه: باب: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. ﴿الْقَوَاعِدَ﴾: أساسُه، واحدَتها قاعدة. ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ... ﴾ [النور: ٦٠]. واحِدَتُها قاعِدُ.
ثم روى عن عائشة رضي الله عنها زوج النبيِّ - ﷺ -: [أن النبي - ﷺ - قال: ألم تَرَيْ أنَّ قومك بَنَوا الكعبةَ واقتصروا عَنْ قواعد إبراهيم؟ فقلت: يا رسول الله، ألا تَرُدّها على قواعد إبراهيم؟ قال: لولا حِدْثانُ قومِك بالكفر. فقال عبد الله بن عُمَرَ: لئن كانت عائشة


الصفحة التالية
Icon