وقوله: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾
فيه أكثر من تأويل:
١ - خطوات الشيطان: عمله. قال ابن عباس: (قوله: ﴿خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾، يقول: عمله).
٢ - خطوات الشيطان: خطاياه. قال مجاهد: (خطيئته). وقال: (خطاياه). وقال الضحاك: (خطايا الشيطان التي يأمر بها).
٣ - خطوات الشيطان: طاعته. قال السدي: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾، يقول: طاعته).
٤ - خطوات الشيطان: النذورُ في المعاصي. قال أبو مجلز: (هي النذور في المعاصي).
قلت: ولا شك أن اللفظ عام في كل مسالك الشيطان وطرائقه وأساليب ضلاله ودعوته إلى كل ما عدا السُّنن والشرائع من البدع والمعاصي.
كما قال قتادة: (كل معصية دئه فهي من خطوات الشيطان). وقال عكرمة: (هى نَزَغات الشيطان).
وفي صحيح مسلم عن عياض بن حِمَارٍ المُجَاشِعيِّ، أن رسول الله - ﷺ - قال ذات يوم في خُطَبته: [ألا! إنّ ربي أمَرَني أَنْ أُعَلِّمَكُمْ ما جَهِلْتُم مما عَلَّمَني، يومي هذا، كُلُّ مال نَحلْتُهُ عبدًا، حلالٌ، وإني خلقت عبادي حُنَفاء كُلَّهم، وإنهم أتَتْهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحَرَّمت عليهم ما أَحْلَلْتُ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أُنزِل به سلطانًا] (١).
وقوله: ﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾.
أي: شديد العداوة يريد الفساد لكم.
وفي التنزيل:
١ - ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾ [البقرة: ٢٦٨].