٢ - ﴿وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: ٦٠].
٣ - ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: ٩١].
٤ - ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر: ٦].
قلت: والتحصن من هذا العدو الماكر يكون بذكر الله عز وجل واللهفة إلى طاعته، فإن ذكر الله تعالى حصن المؤمن الحصين، والعمل الصالح سور متين.
أخرج الترمذي بسند صحيح من حديث الحارث الأشعري أن النبي - ﷺ - قال في حديث طويل: [وآمركم أن تذكروا الله، فإن مَثَلَ ذلك كمثل رجل خرج العدوّ في أثره سراعًا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله] الحديث (١).
وقوله: ﴿إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ﴾.
قال السدي: (أمّا "السوء"، فالمعصية، وأما "الفحشاء"، فالزنا).
وسميّ السوء سوءًا لأنه يسوء صاحبه بسوء عواقبه. وأما لفظ "الفحشاء" فأصله قبح المنظر، ثم استعملت اللفظة فيما يقبح من المعاني.
قال القرطبي: (والشرع هو الذي يحسن ويقبح، فكل ما نهت عنه الشريعة فهو من الفحشاء). وقال مقاتل: (إن كل ما في القرآن من ذكر الفحشاء فإنه الزنى، إلا قوله: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾ فإنه منع الزكاة).
وقيل: السوء ما لا حدّ فيه، والفحشاء ما فيه حد.
قلت: ويبدو أن لفظة الفحشاء في الآية في عطفها على السوء يدل على أنَّها تشير إلى ما هو أقبح من السوء وأغلظ، وقد اشتهرت في القرآن بدلالتها على الزنا ونحوه.
وقوله: ﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (١٦٩)﴾.
يدل على ما هو أخطر من السوء والفحشاء. قال ابن كثير: (وأغلظ من ذلك وهو القول على الله بلا علم، فيدخل في هذا كل كافر وكل مبتدع أيضًا).