وأما قوله في رواية أخرى: [.. فجاءت جاريةٌ، فقالت إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق]، فإن العرب تقول للديغ سليمًا، يسمونه بذلكَ تفاؤلًا.
الحديث الثالث: روى مسلم في صحيحه في كتاب فضائل القرآن، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [بينما جبريل قاعد عند النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قطُّ إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشِر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لم تقرأ بحرف منهما إلا أُعْطِيْتَهُ] (١).
والمقصود: أي أعطيت ثوابهُ وأعطاكَ الله ما اشتمل عليهِ من الدعاء.
الحديث الرابع: روى مسلم عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثًا غير تمام]. فقيل لأبي هريرة إنا نكون خلف الإمام فقال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: [قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ﴾ قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قالِ الله: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدى ما سأل، فإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل] (٢).
الحديث الخامس: روى أحمد عن عبد الله بن جابر البياضي قال: [انتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد اهراق الماء، فقلت: السلام عليكَ يا رسول الله، فلم يرد علي، قال: فقلتُ: السلامُ عليكَ يا رسول الله فلم يرد علي، قال: فقلتُ: السلامُ عليكَ يا رسول الله، فلم يرد علي، قال: فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي وأنا خلفه حتى دخل رحله، ودخلت أنا المسجد، فجلستُ كئيبًا حزينًا، فخرج علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد تطهر فقال: عليكَ السلام ورحمة الله وبركاته، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته،

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٨٠٦)، وأخرجه النسائي (٢/ ١٣٨)، والحاكم (١/ ٥٥٨).
(٢) حديث صحيح. أخرجهُ مسلم في الصحيح (٣٩٥)، والنسائي في "الكبرى" (٨٠١٢)، (٨٠١٣).


الصفحة التالية
Icon