الحديث الثاني: أخرج أبو داود بسند حسن عن بَهْز بن حكيم بن معاوية بن حَيْدة القشيري، عن أبيه، عن جده أنه قال: يا رسول الله، نساؤنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: [حَرْثك، ائت حرثك أنّى شئت، غير أن لا تضربَ الوجه، ولا تُقَبِّح ولا تهجر إلا في البيت] (١). وفي لفظ آخر: [ائت حرثك أنّى شئت، وأطعمها إذا طعمت، واكسها إذا اكتسيت، ولا تقبح الوجه ولا تضرب].
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد في المسند بسند صحيح عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: [لما قدم المهاجرون المدينة على الأنصار تزوجوا من نسائهم، وكان المهاجرون يُجِبُّون، وكانت الأنصار لا تُجَبِّي (٢)، فأراد رجل من المهاجرين امرأته على ذلك، فأبت عليه حتى تسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: فأتته فاستحيتْ أن تسأله، فسألته أم سلمة، فنزلت: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾. وقال: لا، إلا في صمامٍ واحد] (٣).
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد والترمذي بسند حسن عن ابن عباس، قال: [جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله هلكت، قال: وما الذي أهلكك؟ قال: حَوَّلْتُ رَحْلي البارحة، قال: فلم يردَّ عليه شيئًا. قال:. فأوحى الله إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾. "أَقْبِلْ وأَدْبِرْ واتَّقِ الدُّبُرَ والحَيْضَة"] (٤).
الحديث الخامس: أخرج أبو داود بسند حسن عن مجاهد، عن ابن عباس قال: [إن ابن عمر -والله يغفر له- أوْهَمَ وإنما كان أهل هذا الحي من الأنصار، وهم أهل وثن، مع هذا الحي من يَهودَ، وهم أهل كتاب، وكانوا يرَوْن لهم فَضْلًا عليهم في العِلم، فكانوا يقتدون بكثير من فِعْلِهم، وكان من أمر أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حَرْف، وذلك أستر ما تكون المرأةُ، فكان هذا الحيّ من الأنصار قد أخذوا بذلك

(١) حديث حسن. أخرجه أبو داود (٢١٤٣)، وأحمد (٥/ ٥)، والنسائي (٩١٦٠) في "الكبرى"، وانظر صحيح الجامع الصغير وزيادته (١٧) للرواية الثانية.
(٢) أجْبى الرجل امرأته: إذا أتاها وهي منكبة على وجهها.
(٣) حديث حسن. انظر مسند أحمد (٦/ ٣٠٥)، وكذلك (٦/ ٣١٨)، وأخرجه الدارمي (١/ ٢٥٦)، والترمذي (٢٩٧٩). وانظر الصحيح المسند من أسباب النزول- الوادعي. البقرة (٢٢٣).
(٤) حديث حسن. أخرجه الترمذي -حديث رقم- (٢٩٨٠)، وأحمد (١/ ٢٩٧). ولأصله شواهد.


الصفحة التالية
Icon