بسم الله الرحمن الرحيم

١ - ٧. قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)﴾.
في هذه الآيات: ذِكْرُ أَعْظَمِ سورة في القرآن، ورقية من السحر وشفاء للأبدان، تبدأ باسم الله الرحيم الرحمان، الذى له الحمدُ كله ووسعت رحمته جميع الأنام، وهو المالك كل شيء وله الأمر يوم الدين، يوم يقوم الناس لرب العالمين، نفرده سبحانه بالعبادة نحن وجميع المؤمنين، وعليه نتوكل وبه نستعين، على طاعته ومدافعة الهوى والشهوات والشبهات وسبل الشياطين، والصبر على المحن والشدائد ومكر الطغاة المجرمين، ونسألهُ الهداية إلى الصراط المستقيم، وهو دينهُ القويم، والثبات عليه حتى عبور الصراط يوم الزحام إلى جناتِ النعيم، صراط أهل الإيمان الذين أنعم الله عليهم برضوانه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، غير صراط المغضوب عليهم ولا الضالين، من الذين سخط الله عليهم وذمَّهم من أهل الكتابين، آمين اللهم آمين آمين.
قوله تعالى: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.- الباء باء الاستعانة،
وهي -كما يقول النحويون- الداخلة على آلة الفعل نحو كتبت بالقلم، ونجرتُ بالقُدُّوم، ونحو قوله عليه الصلاة والسلام: "لن يدخل الجنة أحد بعمله". فالبسملة من ذلكَ، لأن الفعل لا يتأتى على الوجه الأكمل إلا بها،
والمتعلق بالباء في "بسم الله" عند النحاة على وجهين:
أ- اسم: والتقدير: باسم الله ابتدائي، نحو قوله تعالى: ﴿وَقَال ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ [هود: ٤١].


الصفحة التالية
Icon