بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١ - ٤. قوله تعالى: ﴿الم (١) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (٤)﴾.في هذه الآيات: توحيد الله العظيم، وانتصار لقرآنه الكريم، المصدق للتوراة والإنجيل، وفيه كالكتب التي قبله هدى للعالمين، وهو الفرقان بين الحق والباطل، والناسخ لكل الشرائع قبله، والكافرون لهم عذاب أليم.
أما ﴿الم﴾ فهي تفيد الإعجاز، كما مضى في أول سورة البقرة.
وقوله: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ - قد بسطنا معناه أثناء تفسير آية الكرسي.
وقوله: ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ خطاب للرسول - ﷺ -، بأن القرآن منزّل من عند الله كالكتب التي قبله. قال ابن جرير: (بالحق: يعني بالصدق فيما اختلف فيه أهل التوراة والإنجيل، وفيما خالفك فيه محاجّوك من نصارى أهل نجران وسائر أهل الشرك غيرهم).
وقوله: ﴿مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْه﴾. قال مجاهد: (لما قبله من كتاب أو رسول).
وقوله: ﴿وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ﴾. قال قتادة: (هما كتابان أنزلهما الله، فيهما بيانٌ من الله، وعصمةٌ من أخذ به وصدّق به، وعمل بما فيه).
وقوله: ﴿وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ﴾ فيه تأويلان:
١ - قال محمد بن جعفر بن الزيير: ﴿وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ﴾، أي: الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره) واختاره ابن جرير.