قال ابن عباس: (التفسير على أربعة أنحاء، فتفسير لا يُعْذَرُ أحدٌ في فهمه، وتفسير تعرفه العرب من لغاتها، وتفسير يعلمه الراسخون في العلم، وتفسير لا يعلمه إلا الله عز وجل).
أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: [سمع رسول الله - ﷺ - قومًا يتدارَؤون، فقال: إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضًا، فلا تُكذِّبوا بعضه بعضًا، فما علِمتم منه فقولوا، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه] (١).
وفي المسند عن أبي هريرة أن رسول الله - ﷺ - قال: [نزل القرآن على سبعة أحرف، والمراء في القرآن كفر - قالها ثلاثًا - ما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه] (٢).
وروى ابن جرير بسنده عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قال: (أنا ممن يعلم تأويله).
وقال مجاهد: (يعلمون تأويله ويقولون: آمنا به). وقال الضحاك: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾، قال: المحكم والمتشابه).
وقوله: ﴿كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾. قال الربيع: (يقولون: المحكم والمتشابه من عند ربنا).
أخرج الحاكم بسند صحيح عن ابن مسعود عن النبي - ﷺ - قال: [كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد، فنزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال. فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا] (٣).
وقوله: ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾. قال ابن جرير: (وما يتذكر ويتعظ وينزجر عن أن يقول في متشابه آي كتاب الله ما لا علم له به، إلا أولوا العقول والنهى).
ثم روى عن محمد بن جعفر بن الزبير: (وما يذكر في مثل هذا، يعني: في ردّ
(٢) حديث حسن. أخرجه أحمد (٢/ ٣٠٠)، وأبو يعلى (٦٠١٦)، والطبري (١/ ١١)، وله شواهد.
(٣) حديث صحيح. انظر تفسير الطبري (١/ ٣٠)، وكتابي: أصل الدين والإيمان - عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان (١١١٥) لتفصيل البحث.