بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١. قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾.
في هذه الآية: يأمر الله سبحانه عباده بالتقوى ويفتتح بذلك كلامه في هذه السورة، كما اختتمه في سورة آل عمران قبلها، حيث ختم كلامه بالأمر بالتقوى فإن فلاح العبد في الدنيا والآخرة منوط بها. ثم ينبه سبحانه على قدرته العجيبة في الخلق إذ خلق العباد كلهم من نفس واحدة، وهي آدم عليه السلام، وخلق حواء من ضلع منه، ثم بث منهما الذرية رجالًا ونساءً، ثم يؤكد سبحانه مرة أخرى على التقوى التي فيها سِرّ نجاة الخلق، وعلى صلة الأرحام التي تحمل الرزق والسعادة للعباد، والله على كل شيء رقيب.
فعن قتادة: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾، يعني آدم صلى الله عليه).
وقوله: ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾. قال مجاهد: (حواء، من قُصيرى (١) آدم وهو نائم، فاستيقظ فقال: "أثا" - بالنبطية، امرأة).
وقال قتادة: (يعني حواء، خلقت من آدم، من ضِلَع من أضلاعه).
وروى ابن أبي حاتم عن قتادة عن ابن عباس قال: (خلقت المرأة من الرجل، فجعلت نَهمَتُها في الرجل وخُلِقَ الرجل من الأرض، فجعل نهمته في الأرض، فاحبسوا نساءكم).
(١) القُصيرى والقُصرى: أسفل الأضلاع، أو هي الضلع التي تلي الشاكلة بين الجنب والبطن.


الصفحة التالية
Icon