وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إن المرأة خُلِقَتْ من ضِلَع، لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها، وبها عِوَجٌ، وإن ذهبتَ. تُقيمُها كَسَرْتَها، وكَسْرُها طلاقُها] (١).
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [استوصُوا بالنِّساء، فإن المرأة خلقت من ضِلَعٍ، وإن أعوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعلاه، فإن ذهبت تقيمُه كسَرْتَه، وإن تركتَه لم يزلْ أعوجَ، فاستوصوا بالنساء] (٢).
وقوله: ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا﴾ يعني: ونشر منهما - من آدم وزوجته حواء - ذرية رجالًا كثيرًا ونساءً على اختلاف أقطارهم وألوانهم وأجناسهم وألسنتهم.
أخرج الإمام أحمد في المسند، والترمذي في الجامع، وأبو داود في السنن، بسند صحيح، عن أبي موسى، عن النبي - ﷺ - قال: [إن الله تعالى خلقَ آدم من قُبْضَةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمرُ، والأبيضُ، والأسودُ، وبين ذلك، والسَّهْلُ والحزْنُ، والخبيث والطيب، وبين ذلك] (٣).
وقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ﴾. قال الضحاك: (يقول: اتقوا الله الذي تعاقدون وتعاهدون به). وقال ابن عباس: (تعاطفون به).
وقوله: ﴿وَالْأَرْحَامَ﴾. قال مجاهد: (يقول: أسألك بالله وبالرحم). يعني قول الرجل يسأل بالله وبالرحم. ومنه قول أبي سفيان لرسول الله - ﷺ -: [أنشُدُك الله والرحم فقد أكلنا العلهز - يعني الوبر والدم]، ليدعو لهم ويستسقي لهم حين أصابهم ما أصابهم بعد حصار الشعب فأكلوا الجلود والميتة والجيف.
وقال السدي: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾، يقول: اتقوا الله، واتقوا الأرحام لا تقطعوها).

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٣٦٤٣) طبعة دار السلام - الرياض، كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء. من حديث أبي هريرة.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٣٣١)، كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم وذريّته، وأخرجه مسلم (١٤٦٦) من حديث أبي هريرة.
(٣) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٢٩٥٥). انظر صحيح سنن الترمذي (٢٣٥٥). ورواه أحمد. انظر تخريج المشكاة (١٠٠)، وصحيح الجامع الصغير (١٧٥٥).


الصفحة التالية
Icon