فقوله: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالكُمُ﴾، المعني بالسفهاء عند المفسرين على أقوال:
١ - قال سعيد بن جبير: (اليتامى والنساء). وقال الحسن: (لا تعطوا الصغار والنساء).
٢ - قال مجاهد: (النساء والولدان). وقال قتادة: (أمر الله بهذا المال أن يخزن فتُحسن خِزانته، ولا يملكه المرأة السفيهة والغلامُ السفيه).
٣ - وقال مجاهد: (نهى الرجال أن يعطوا النساء أموالهم، وهنّ سفهاء مَنْ كُنَّ أزواجًا أو أمهات أو بنات).
٤ - قال أبو هريرة: (هم الخدم، وهم شياطين الإنس) رواه ابن أبي حاتم عن معاوية بن قرّة عنه.
قلت: والسفيه هنا الضعيف التصرف، المستحق الحجرَ بتضييعه ماله وفساده وإفساده وسوء تدبيره، ويشمل كل من كانت هذه صفته.
أخرج الحاكم بسند صحيح عن أبي موسى قال: قال رسول الله - ﷺ -: [ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يُستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخُلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه، ورجل آتى سفيهًا ماله، وقال الله تعالى: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالكُمُ﴾] (١).
وقوله: ﴿الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾. قال ابن عباس: (بمعنى: قوامكم في معايشكم). وقال الحسن: (قيام عيشك). وقال السدي: (فإن المال هو قيام الناس، قِوام معايشهم. يقول: كن أنت قيم أهلك، فلا تعط امرأتك وولدك مالك، فيكونوا هم الذين يقومون عليك).
وقوله: ﴿وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ﴾. قال مجاهد: (أمروا أن يرزقوا سفهاءهم - من أزواجهم وأمهاتهم وبناتهم - من أموالهم). وقال ابن عباس: (أنفقوا عليهم). وقال السدي: (يقول: أطعمهم من مالك واكسهم).
وقوله: ﴿وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾. قال مجاهد: (أمروا أن يقولوا لهم قولًا معروفًا في البر والصلة). وقال ابن جريج: (عِدَة تعدهم) يعني نحو قولك لهم: إن صلحتم ورشدتم سلمنا لكم أموالكم لتديروها بأنفسكم.

(١) حديث صحيح. أخرجه الحاكم (٢/ ٣٠٢)، وابن جرير في "التفسير" (٨٣٤٦). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٨٠٣)، وصحيح الجامع الصغير (٣٠٧٠)، وله طرق.


الصفحة التالية
Icon