مُسْرف ولا مُبَذِّر ولا مُتَأَثِّل مالًا، ومن غير أن تَقِيَ مالك - أو قال: تَفْدِي مالك - بماله] (١).
وشاهد آخر عند أبي داود والنسائي عنه بلفظ: [جاء رجل إلى النبي - ﷺ - فقال: إن عندي يتيمًا له مال وليس لي مال، آكل من ماله؟ قال: كُلْ بالمعروف عْير مُسرف] (٢).
وقوله: ﴿فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ﴾: أي: فأشهدوا على الأيتام دفعكم إليهم أموالهم واستيفاءهم ذلك منكم. وهو أمر من الله سبحانه لئلا يقع التجاحد يومًا ويدخل الشيطان.
قال ابن عباس: (إذا دفع إلى اليتيم ماله، فليدفعه إليه بالشهود، كما أمره الله تعالى).
وقوله: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾. قال السدي: (شهيدًا].
قال ابن كثير: (أي: وكفى بالله محاسبًا وشهيدًا ورقيبًا على الأولياء في حال نظرهم للأيتام، وحال تسليمهم للأموال، هل هي كاملة موفرة أو منقوصة مَبْخوسة مدخلة مُرَوَّج حسابها مُدَلَّس أمورها؟ الله عالم بذلك كله.
ولهذا ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله - ﷺ - قال: "يا أبا ذر، إني أراك ضعيفًا، وإني أحب لك ما أُحبُّ لنفسي، لا تأمَّرَنَ على اثنين، ولا تَلِيَنَ مال يتيم" (٣)).
٧ - ١٠. قوله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (٧) وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٨) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا
(٢) إسناده قوي. أخرجه أبو داود في السنن (٢٨٧٢)، والنسائي (٦/ ٢٥٦)، ورواه أحمد (٢/ ٢١٥).
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (١٨٢٦)، وأبو داود (٢٨٦٨)، والنسائي (٦/ ٢٥٥).