قال عمر: (تمعْدَدوا (١) واخْشَوشِنوا واقطعوا الرّكُبَ (٢) وثبوا على الخيل وَثْبًا لا تغلبنّكم عليها رعاة الإبل).
وقوله: ﴿وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾. أي حسن المنقلب، وهي الجنة.
وقوله: ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا﴾. أي: قل يا محمد للناس: هل أخبركم عن بديل هذه الزينة الزائلة التي سترحلون عنها بين عشية وضحاها، إنه هذا النعيم الخالد في جنات الله المستقرة التي تَتَخَرَّقُ الأنهار بين جوانبها وأرجائها وتحت أشجارها وثمارها، والتي فيها ما لذّ وطاب من كل بهجة وسرور، وشراب من لبن وعسل وماء وخمور، ولطيف العيش في جوار النساء الحور، فهن ﴿وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ من الدنس والخبث والأذى، والحيض والنفاس وما يعتري نساء الدنيا من الأمور، ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ﴾ فهو غاية سعادة الدنيا والآخرة، أن يحظى المؤمن برضوان ربه فلا يسخط عليه بعده أبدًا.
وفي التنزيل: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [التوبة: ٧٢]. أي: أكبر من كل سعادة ولذة.
أخرج الحاكم وابن حبان بسند صحيح عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول الله عز وجل: هل تشتهون شيئًا فأزيدكم؟ فيقولون: ربنا وما فوق ما أعطيتنا؟ قال: فيقول: رضواني أكبر] (٣).
وقوله: ﴿وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ قال القرطبي: (وعد ووعيد).
١٦ - ١٧. قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
(٢) هي كل ما يركب من دابة. أو هي الرواحل من الإبل. فأمرهم بملازمة الخيل ورياضة أبدانهم بالوثوب عليها.
(٣) حديث صحيح. أخرجه الحاكم (١/ ٨٢)، وابن حبان (٢٦٤٧) من حديث جابر بن عبد الله، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٣٣٦).