وقد حفلت السنة الصحيحة بذلك المعنى في أحاديث، منها:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، عن النبي - ﷺ - قال: [والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلتُ به، إلا كان من أصحاب النار] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم، واللفظ له، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله - ﷺ -: [أُعطيت خَمْسًا لم يُعْطَهُنَّ أَحدٌ قبلي: كان كُلُّ نَبيٍّ يُبْعثُ إلى قومه خاصة، وَبُعِثْتُ إلى كلِّ أحمرَ وأسودَ. وأُحِلَّتْ لِيَ الغنائمُ، ولم تُحَلَّ لأحدٍ قبلي. وجُعِلتْ لي الأرضُ طيبةً طهورًا ومسجدًا، فَأيُّما رَجُلٍ أدركتْهُ الصلاةُ صلّى حيث كان، ونُصِرْتُ بالرعب بين يَديْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وأعطيت الشفاعة] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله - ﷺ - قال: [فُضِّلْتُ على الأنبياء بِسِتٍّ: أُعطيت جوامِعَ الكلم، ونُصِرْتُ بالرُّعْب، وأُحِلَّتْ لي المغانم، وجُعلت لي الأرض طهورًا ومَسْجدًا، وأُرسِلْتُ إلى الخلق كافة، وَخُتِمَ بي النبيون] (٣).
الحديث الرابع: أخرج البخاري في صحيحه، وأحمد في مسنده، عن أنس رضي الله عنه: [أن غلامًا يهوديًّا كان يضع للنبي - ﷺ - وضوءه، ويناوله نَعْلَيه، فَمَرِضَ فأتاه النبي - ﷺ - فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه، فقال له النبي - ﷺ -: يا فلان، قل: لا إله إلا الله. فنظر إلى أبيه، فسكت أبوه، فأعاد عليه النبي - ﷺ -، فنظر إلى أبيه، فقال أبوه: أطع أبا القاسم، فقال الغلام: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فخرج النبي - ﷺ - وهو يقول: الحمد لله الذي أخرجه بي من النار] (٤).
٢١ - ٢٢. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٥٢١)، وأخرجه البخاري (٣٣٥)، (٣١٢٢)، وأحمد (٣/ ٣٠٤).
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٥٢٣)، كتاب المساجد ومواضع الصلاة.
(٤) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٣٥٦)، وأحمد (٣/ ٢٨٠)، وأبو داود (٣٠٩٥).