في قبضة العدل، لينالوا نصيبهم لقاء كذبهم وظلمهم وقتلهم للأنبياء والمؤمنين، ﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
٢٦ - ٢٧. قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٢٧)﴾.
في هذه الآيات: إثبات الملك كله لله، وأن العطاء والمنع بيد الله، فهو المعزّ المُذِلّ مولج الليل في النهار والنهار في الليل، وهو المحيي والمميت والرزاق بغير حساب.
فقوله: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾. يقول تعالى ذكره: قل يا محمد، مقدسًا ربك معظمًا له ولقدرته في جبروته. يروي ابن جرير بسنده عن محمد بن جعفر بن الزبير: (قوله: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾، أي: ربَّ العباد الملكَ، لا يقضي فيهم غيرك).
والمعنى: الملك كله بيد الله، يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويأتي بملوك بعد ملوك.
أخرج الإمام مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده، عن أبي هريرة، قال رسول الله - ﷺ -: [لا تسبوا الدهر، فإن الله عز وجل قال: أنا الدهر، الأيام والليالي لي أجددها وأبليها، وآتي بملوك بعد ملوك] (١). وفي لفظ لمسلم: [قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يقول: يا خيبة الدهر، فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أقلب ليله ونهاره، فإذا شئت قبضتهما].
وأخرج الإمام أحمد في المسند، بسند صحيح، من حديث عُبيد الله بن رُفاعة عن أبيه قال: [لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون، قال رسول الله - ﷺ -: استووا حتى أثني على ربي، فصاروا خلفه صفوفًا، فقال: اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسطَ لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت،