ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك،.... ] الحديث (١).
وقوله: ﴿وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ﴾. أي: بإعطائه الملك والسلطان، وبسط القدرة له، أو بسلبه الملك وتسليط العدو والذل عليه.
وجاء في قنوت الوتر الذي علمه رسول الله - ﷺ - الحسن بن علي رضي الله عنه: [وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت]. أخرجه ابن خزيمة بسند صحيح.
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن المقداد بن الأسود، عن النبي - ﷺ - قال: [ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عِزًّا يعز الله به الإسلام، وذلًا يذل به الكفر] (٢).
وقوله: ﴿بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. يعني: إن ذلك بيدك لا إلى غيرك، إذ لا يقدر على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك، قال تعالى: ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾ [الروم: ٥٤].
وقوله: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ﴾. أي: تزيد في طول هذا وتنقص من طول هذا فيعتدلان، على مدار السنة في الفصول الأربعة.
قال ابن عباس: (ما نقص من النهار يجعله في الليل، وما نقص من الليل يجعله في النهار). وقال قتادة: (هو نقصان أحدهما في الآخر). وقال الضحاك: (يعني أنه يأخذها أحدُهما من الآخر، فيكون الليل أحيانًا أطول من النهار، والنهار أحيانًا أطول من الليل).
وقال ابن زيد: (هذا طويل وهذا قصير، أخذ من هذا فأولجه في هذا، حتى صار هذا طويلًا وهذا قصيرًا).
وقوله: ﴿وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾. يعني: النطفة تخرج من الرجل وهي ميتة وهو حي، ويخرج الرجل منها حيًّا وهي ميتة.
(٢) حديث صحيح. أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (١٦٣١ - ١٦٣٢). ورواه أحمد والطبراني من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ٣) ص ٧.