قال الحسن البصري: (زعم قوم أنهم يحبون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية، فقال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾).
والمقصود أن من ادّعى محبة الله تعالى، فالحَكَمُ هو التزامه منهج السيرة النبوية العطرة، والسنة المحمدية المطهرة، وإلا فما أكثر الادعاء والكذب.
وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: قال رسول الله - ﷺ -: [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ] (١). وفي لفظ: [من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو ردّ].
وجاء في الشرح والإبانة (١٥٣) عن الفضيل بن عياض يقول: (أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة ينهون عن أصحاب البدع).
وذكر اللالكائي (١/ ٦٥): قيل لأبي بكر بن عياش (ت ١٩٤ هـ): من السني؟ قال: (الذي إذا ذكرت الأهواء لم يتعصب إلى شيء منها).
وعند الدارمي عن الحسن البصري قال: (فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الأتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم، فكذلك إن شاء الله فكونوا).
وجاء في مقدمة صحيح مسلم (١/ ١٥) عن ابن سيرين (ت ١١٠ هـ) يقول: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سمُّوا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم).
وقوله: ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾. أي ببركة صدق اتباعكم لرسوله - ﷺ - يتجاوز الله عما مضى من زلاتكم ومعاصيكم، ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
وقوله: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾. تأكيد للأمر، وبيان لسبيل النجاة.
وقوله: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾. تهديد ووعيد لمن ارتضى غير ذلك. ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ فيه وصف بالكفر لمخالفة طريق النبوة، والله لا يحب الكفر ولا الكافرين.
٣٣ - ٣٤. قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ