فالبديل عن المحرمات هو ألوان الطيبات التي لا تُحصى، والبديل عن الذبح على النصب هو النسك لوجه الله، والبديل عن الاستقسام بالأزلام هو التوكل على الله وطرق باب الاستخارة.
أخرج الإمام البخاري وأحمد وأهل السنن عن جابر قال: [كان رسول الله - ﷺ - يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، ويقول: إذا همّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدِركَ بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وتعلم ولا أعلم، وأنت علَّام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم هذا الأمر -ويسميه باسمه- خيرًا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدُرْه لي ويسِّره لي وبارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلمه شرًّا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرِفْني عنه، واصْرفْه عني، واقْدُر لي الخير حيث كان، ثم رضِّني به] (١).
وقوله: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ﴾ - فيه تفاسير متكاملة، منها:
١ - الآن انقطع طمع الأحزاب وأهل الكفر والجحود من دينكم أن تتركوه فترتدوا عنه راجعين إلى الشرك.
قال ابن عباس: (﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ﴾، يعني: أن ترجعوا إلى دينهم أبدًا).
وقال السدي: (أظن، يئسوا أن ترجعوا عن دينكم).
٢ - قيل بل المراد: يئسوا من مشابهة المسلمين، بما تميّز به المسلمون من صفات المخالفة للشرك وأهله.
٣ - وقيل: بل المراد يئس المشركون من أي تنازل يكون في دينكم لصالحهم.
وقد صنّف الإمام مسلم في صحيحه بابًا في هذا المعنى: "باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينًا".
روى فيه عن جابر قال: سمعت النبي - ﷺ - يقول: [إن الشيطان قد أَيِسَ أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم] (٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨١٢)، وأحمد (٣/ ٣١٣)، والترمذي (١٩٣٨).