غَيْرَ سهمك فكلْ، وإذا اخْتَلَط بكلابك كَلْبٌ مِن غيرها، فلا تأكلْ، لا تَدْري لعلَّهُ قَتَله الذي ليس منها] (١).
وفي رواية: [أرسل كلبي فأجد عليه كلبًا آخر، فقال: لا تأكلْ لأنك إنما سميت على كَلبك].
الحديث الرابع: أخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي ثعلبة الخشني قال: قلت: يا رسول الله، إني أصيد بكلبي المعلم، وبكلبي الذي ليس بمعلم، قال: [ما صدت بكلبك المُعْلَم، فاذكر اسم الله وكُلْ، وما أَصَّدْتَ بكلبك الذي ليس بِمُعْلَمٍ، فأدْرَكت ذكاتَهُ فكل] (٢).
وقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾.
أي: احذروا مخالفة حدود ربكم، وأن تأكلوا من صيد الجوارح غير المعلّمة، أو مما أمسكت على نفسها، أو أن تطعموا ذبائح المشركين عبدة الأوثان، فإن الله سريع حسابه، يجازي الشكور والمطيع، ويعاقب العاصي بمعصيته.
٥. قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٥)﴾.
في هذه الآية: اليوم أحل لكم أيها المؤمنون حلال الطعام وذبائح أهل الكتاب دون غيرهم من سائر أهل الشرك، وذبائحكم أيها المؤمنون حِلّ لأهل الكتاب، وأحل لكم نكاح المحصنات - أي العفيفات - من نسائكم ونساء أهل الكتاب إذا دفعتم لهن مهورهن وأنتم أعفاء لا معالنين بسفاح ولا متخذي أخدان - ذات الخدن، ذات الخليل
انظر صحيح البخاري (٥٤٨٦)، وصحيح مسلم (١٩٢٩)، ومسند أحمد (٤/ ٢٥٦).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن (٢٨٥٥) من حديث أبي ثعلبة. انظر صحيح سنن أبي داود -حديث رقم- (٢٤٨٠) - كتاب الصيد. وأصله في الصحيحين.