الواحد - ومن يجحد ما أمر الله بالإيمان به بطل ثواب عمله وهو في الآخرة من الهالكين.
فقوله: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾.
يعني الحلال من الذبائح والمطاعم دون الخبائث منها. ذكره ابن جرير.
وقوله: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾.
قال مجاهد: (ذبائحهم). وقال الضحاك: (أحل الله لنا طعامهم ونساءهم) - وبه قال ابن عباس.
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [لما فُتحت خَيْبَرُ أُهدِيَت للنبي - ﷺ - شاة فيها سُمّ.... ] الحديث (١).
قال ابن إسحاق: (فلما اطمأن رسول الله - ﷺ - أهدت له زينب بنت الحارث، امرأة سلاّم بن مِشْكم، شاة مَصْلِيَّة - أي مشوية -، وقد سألت أي عُضْو من الشاة أحبُّ إلى رسول الله - ﷺ -؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها من السُّم، ثم سمّت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدى رسول الله - ﷺ -، تناول الذراع فلاكَ منها مضغة، فلم يُسغها، ومعه بِشْرُ بن البراء بن معرور، قد أخذ منها كما أخذ رسول الله - ﷺ -، فأما بِشْر فأَساغها، وأما رسول الله - ﷺ - فلفظها، ثم قال: إن هذا العظم ليُخبرني أنه مسموم).
قال ابن كثير: (ووجه الدلالة منه أنه عزم على أكلها ومن معه، ولم يسألهم: هل نزعوا منها ما يعتقدون تحريمه من شَحْمِها أم لا؟. قال: وفي الحديث الآخر: أن رسول الله - ﷺ - أضافه يهوديٌّ على خُبْزِ شَعير وإهالة سَنِخَةٍ (٢)، يعني: وَدَكًا زَنخًا).
وقوله: ﴿وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ﴾.
المعنى: ولكم أن تجازوهم بإطعامهم من ذبائحكم كما أكلتم من ذبائحهم، فهو من باب المكافأة والمقابلة والمجازاة. ذكره ابن كثير ثم قال: (فأما الحديث الذي فيه:
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٢١٠ - ٢١١) من حديث أنس، وأخرجه البخاري (٥٤٣٧)، ومسلم (٢٠٤١)، وأخرجه أبو داود (٣٧٨٢)، وأخرجه ابن حبان (٤٥٣٩).