عهده إليهم، وأمر الله الذي أمرهم به). وقال السدي: (قالت النصارى مثل ما قالت اليهود، ونسوا حظًا مما ذكروا به).
وقوله: ﴿فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾.
يعني: أوقع الله بينهم، فأصبحوا طوائف يأكل البغض والحسد بعضُهم بعضًا.
قال إبراهيم النخعي: (هذه الأهواء المختلفة والتباغض، فهو الإغراء).
وقوله: ﴿وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (١٤)﴾.
فيه تَوَعُّدٌ من الله بالانتقام منهم إذ كذبوا على الله ورسوله، وجعلوا لله صاحبة وولدًا، ونقضوا العهود والمواثيق، وحرّفوا التنزيل والأمر والنهي، تعالى الله الواحد الأحد، الذي لم يلد ولم يولد، وتقدست أسماؤه وجلت عظمته.
١٥ - ١٦. قوله تعالى: ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٦)﴾.
في هذه الآياتِ: عالمية دعوة محمد - ﷺ -: إلى الناس كافة، إلى الجن والإنس، إلى الأمم جميعها من أهل الكتاب وغيرهم. وبيان ما حصل من التحريف والتبديل في الكتب المتقدمة، وإخبار عن القرآن العظيم وما فيه من النور المبين، وطريق السعادتين في الدنيا والآخرة.
فعن قتادة: (﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا﴾: وهو محمد - ﷺ -).
وعن عكرمة عن ابن عباس قال: (من كفر بالرجم، فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب. قوله: ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ﴾، فكان الرجم مما أخفوا) رواه ابن جرير والحاكم.