بالجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى، فإنه باب من أبواب الجَنَّة، يُذهِبُ الله به الهَمَّ والغَمِّ] (١).
٢٧ - ٣١. قوله تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَال لَأَقْتُلَنَّكَ قَال إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالمِينَ (٢٨) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (٢٩) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٣٠) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَال يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (٣١)﴾.
في هذه الآياتِ: بيان ما يؤول إليه البغي والحسد، ويوقع الإنسان في شباك الندم، وبيان مرتبة التقوى والصلاح وما تؤول إليه من القبول عند الله، وبيان أثر إحداث المعصية في الأرض وما يؤول إليه من تراكم الآثام على محدث الذَّنْب الأول. كل ذلك يرد في قصة ابن آدم القاتل الأول مع أخيه التقي المقتول.
فقوله: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ﴾.
أي: اتل يا محمد على هؤلاء المكرة اليهود الذين هموا أن يبسطوا أيديهم إليكم، وعلى أشباههم من الظلمة، وعلى أصحابك كذلك خبرَ ابني آدم - قابيل وهابيل -، وعرِّفهم بذلك ما يعقب الظلم من وخيم العاقبة وسوء المنقلب. وقوله: ﴿بِالْحَقِّ﴾ أي على اليقين الذي لا يشوبه لبس أو كذب.
وقوله: ﴿إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ﴾.
قال ابن كثير: (وكان من خبرهما، فيما ذكره غير واحد من السلف والخلف، أن الله تعالى كان قد شرع لآدم - عليه السلام - أن يَزَوِّجَ بناته من بنيه لضرورة الحال، ولكن