أو النفي من الأرض حسب المصلحة التي يراها الحاكم المسلم خزيًا ورعًا للمفسدين، ثم من لم يتب فينتظره في الآخر عذاب عظيم.
فقوله: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ﴾.
أي: من جريرة وجناية القاتل الأول من ولد آدم أخاه ظلمًا وعدوانًا.
وقوله: (﴿كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ - أي شرعنا القصاص لهم.
قال الضحاك: (﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾، يقول: من أجل ابن آدم الذي قتل أخاه ظلمًا).
وقوله: ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾.
فيه أكثر من تأويل:
التأويل الأول: من قتل نبيًّا أو إمامًا عادلًا فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن شدّ على عضد نبي أو إمام عدل، فكأنما أحيا الناس جميعًا.
قال ابن عباس: (من شدّ على عضد نبي أو إمام عدل فكأنما أحيا الناس جميعًا، ومن قتل نبيًّا أو إمام عدل، فكأنما قتل الناس جميعًا).
وقال: (يقول: من قتل نفسًا واحدة حَرّمْتُها، فهو مثل من قتل الناس جميعًا، ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا﴾ يقول: من ترك قتل نفس واحدة حرمتها مخافتي، واستحياها أن يقتلها، فهو مثل استحياء الناس جميعًا، يعني بذلك الأنبياء).
التأويل الثاني: من قتل نفسًا ظلمًا فكأنه ققل الناس جميعًا عند المقتول في الإثم، والعكس بالعكس.
يروي ابن جرير بسنده عن مرّة الهمداني، عن عبد الله، وعن ناس من أصحاب رسول الله - ﷺ -: (قوله: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾، عند المقتول، يقول في الإثم، ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا﴾، فاستنقذها من هلكة، ﴿فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾، عند المستنقَذ).
التأويل الثالث: قاتل النفس ظلمًا يصلى النار كما يصلاها لو قتل الناس جميعًا.
قال مجاهد: (لو قتل الناس جميعًا، كان جزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه