وفي لغة العرب: توسلت إلى فلان بكذا، أي تقربت منه. وأقوال المفسرين على ذلك:
١ - قال عطاء: (﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، قال: القربة). وقال أبو وائل: (القربة في الأعمال).
٢ - وقال قتادة: (أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه).
٣ - وعن السدي: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، قال: فهي المسألة والقربة).
٤ - وقال ابن زيد: (المحبّة، تحبّبوا إلى الله. وقرأ: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾).
والوسيلة أيضًا هي منزلة خاصة برسول الله - ﷺ - يوم القيامة، جاءت الأحاديث الصحيحة تحث المؤمنين أن يسألوها لنبيّهم، لتنالهم شفاعته بإذن ربهم.
الحديث الأول: أخرج البخاري وأحمد وأصحاب السنن عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - ﷺ -: [من قال حين يَسْمَعُ النداء: اللهم ربّ هذه الدعوة التامة، والصلاةِ القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، إلا حَلَّت له الشفاعة يوم القيامة] (١).
الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم وأحمد وأكثر أهل السنن عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه سمع النبي - ﷺ - يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يَقول، ثم صَلُّوا عليَّ، فإنه مَنْ صَلَّى عليَّ صلاةً صلّى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلةٌ في الجَنَّة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكونَ أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حَلَّت عليه الشفاعة] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد في المسند بسند صحيح عن أبي سعيد، عن
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٣٨٤)، وأبو داود (٥٢٣)، والترمذي (٣٦١٤)، والنسائي (٢/ ٢٥)، وأخرجه أحمد (٢/ ١٦٨)، والبيهقي (١/ ٤١٠)، وغيرهم.