قلت: وقد جاءت السنة الصحيحة بآفاق هذه الآية.
الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد وأبو داود بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر الصديق أنه قال: [أيها الناس! إنكم تقرؤون هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا بيده، أَوْشَكَ أن يعمّهم الله بعقاب منه] (١).
ورواه ابن ماجة بلفظ: [وإنا سمعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر لا يُغَيِّرونه، أوشكَ أن يَعُمَّهُم الله بعقابه] (٢).
الحديث الثاني: أخرج الترمذي وابن ماجة -واللفظ له- والحاكم عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قام خطيبًا. فكان فيما قال: [ألا، لا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا، هَيْبَةُ الناس، أن يقول بحقِّ، إذا عَلِمَهُ] (٣). قال: فبكى أبو سعيد، وقال: قد والله! رأينا أشياء، فهبنا.
الحديث الثالث: أخرج ابن ماجة بسند حسن عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [ما من قوم يُعْمَلُ فيهم بالمعاصي، هُمْ أَعَزُّ مِنهم وأَمْنَعُ، لا يُغَيِّرون، إلا عَمَّهُم الله بعقاب] (٤).
٦٤ - ٦٦. قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٦٤) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٦٥) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ
(٢) حديث صحيح. انظر صحيح سنن ابن ماجة (٣٢٣٦) -باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(٣) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٢/ ٣٠)، وابن ماجة (٤٠٠٧)، والحاكم (٤/ ٥٠٦).
(٤) حديث حسن. أخرجه ابن ماجة في السنن -حديث رقم- (٤٠٠٩)، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. انظر صحيح سنن ابن ماجة (٣٢٣٨).