بجنازة فأُثني عليها خيرًا، فقلت: وجبت وجبت وجبت، وَمُرَّ بجنازة فأثني عليها شرًّا، فقلت: وجبت وجبت وجبت؟ فقال رسول الله - ﷺ -: من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجَنَّة، ومن أثنيتم عليه شرًّا وجبت له النار، الملائكة شهداء الله في السماء وأنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، (وفي رواية: والمؤمنون شهداء الله في الأرض)، إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري وأحمد والنسائي عن أبي الأسود الديلي قال: [أتيت المدينة، وقد وقع بها مرض، وهم يموتون موتًا ذريعًا، فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فمرت جنازة، فأثني خيرًا، فقال عمر: وجبت، فقلت: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي - ﷺ -: أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجَنَّة، قلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة. قلنا: واثنان؟ قال: واثنان، ثم لم نسأله في الواحد] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد والحاكم بسند صحيح عن أنس أن النبي - ﷺ - قال: [ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من أهل جيرانه الأَدْنِينَ أنهم لا يعلمون منه إلا خيرًا، إلا قال الله تعالى وتبارك: قد قبلت قولكم، أو قال: بشهادتكم، وغفرت له ما لا تعلمون] (٣).
وفي لفظ: [قد قبلت علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون].
ثانيًا - في الآخرة: هم أمة الشهادة على أقوام الرسل، يشهدون للرسل بالبلاغ.
أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي سعيد مرفوعًا: [يجيء النبيُّ ومعه الرجلان، ويجيء النبي ومعه الثلاثة، وأكثرُ من ذلك وأقلُّ، فيُقال له: هل بلّغت قومَك؟ فيقول: نعم، فيُدْعى قومُهُ، فيُقال: هل بلّغَكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال: من شهِدَ لك؟
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري والنسائي والترمذي وصححه البيهقي (٤/ ٧٥)، وأحمد (١٢٩) (٢٠٤). من حديث أبي الأسود الديلي.
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٢٤٢) من حديث أنس رضي الله عنه، والحاكم في المستدرك (١/ ٣٧٨)، وقال: "صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي.