طاعتك، ويفسد عليك رعاياك، حتى أحاط الطغاة بمنزله، فرفعه الله إلى السماء، وأخذوا رجلًا شبهًا له فقتلوه وصلبوه.
٥٥ - ٥٨. قوله تعالى: ﴿إِذْ قَال اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٥٥) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٥٦) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (٥٧) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (٥٨)﴾.
في هذه الآيات: رَفْعُ الله تعالى عيسى عليه السلام إليه، ورَفْعُ الذين اتبعوه في الدرجات ثم المرجع إليه، فالكفار هم أصحاب الجحيم، والمؤمنون في جنات النعيم.
وقوله: ﴿مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ﴾ فيه أقوال:
١ - قال الربيع: (يعني وفاةَ المنام، رفعه الله في منامه).
٢ - قال مطر الورّاق: (متوفيك في الدنيا، وليس بوفاه موت). والمعنى: قابضك من الأرض حيًّا ورافعك من بين المشركين وأهل الكفر بك إلى جواري في السماء. قال الحسن: (متوفيك من الأرض). قال: (رفعه الله إليه، فهو عنده في السماء).
٣ - قال ابن عباس: (يقول: إني مميتك). أي إني متوفيك وفاة موت.
٤ - قيل بل هو من المقدم الذي معناه التأخير، والمؤخر الذي معناه التقديم. أي: إني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا، ومتوفيك بعد إنزالي إياك إلى الدنيا.
والراجح المعنى الثاني، إني قابضك من الأرض حيًّا ورافعك إلى جواري لتعود يومًا إلى الدنيا، فتنزل في سماء دمشق عند المنارة البيضاء، وتحكم في بقية أمة محمد - ﷺ - بالقرآن والسنة المحمدية المطهرة. وفي ذلك أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم من حديث النواس بن سمعان، قال عليه الصلاة والسلام: [فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم، فينزل عند المنارة