باليمين. فقال الحضرمي: أمكنته من اليمين يا رسول الله؟ ذهبت -ورب الكعبة- أرضي. فقال النبي - ﷺ -: من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أحد لقي الله عزَّ وجلَّ وهو عليه غضبان. قال رجاء: وتلا رسول الله - ﷺ -: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾. فقال امرؤ القيس: ماذا لمن تركها يا رسول الله؟ فقال: الجنة. قال: فاشهد أني قد تركتها له كلها] (١).
الحديث الرابع: أخرج البخاري عن أبي هريرة، قال رسول الله - ﷺ -: [ثلاثة لا يَنْظُرُ الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم: رجُلٌ كان لهُ فَضْلُ ماءٍ بالطريق فمنعَهُ من ابن السبيل، ورجلٌ بايع إمامَهُ لا يُبايِعُهُ إلا لِدُنيا، فإن أعطاه منها رَضِيَ وإنْ لمْ يُعْطِهِ منها سَخِطَ، ورجلٌ أقام سِلْعَتَهُ بعد العصر فقال: والله الذي لا إله غيرُهُ لقد أعطيتُ بها كذا وكذا، فصَدَّقه رجلٌ، ثم قرأ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾] (٢).
الحديث الخامس: روى الإمام أحمد في المسند، ومسلم في الصحيح، عن أبي ذر قال: قال رسول الله - ﷺ -: [ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. قلت: يا رسول الله، من هم؟ خسروا وخابوا. قال: وأعاده رسول الله - ﷺ - ثلاث مرات قال: المُسْبلُ، والمنفِّق سلعته بالحلف الكاذب، والمنان] (٣).
الحديث السادس: أخرج البخاري في صحيحه عن ابن أبي مُلَيْكَةَ: [أنَّ امرأتين كانتا تَخْرِزانِ في بيتٍ وفي الحُجْرَةِ، فَخَرَجَتْ إحداهما وقد أُنْفِذَ بإشفَى في كَفِّها، فادَّعَتْ على الأخرى فرُفِعَ إلى ابن عباس، فقال ابن عباس: قال رسول الله - ﷺ -: لو يُعْطى الناسُ بِدَعْواهُمْ لَذهَبَ دِماءُ قَوْمٍ وأموالهُم، ذَكِّروها بالله واقرؤوا عليها: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ﴾ فَذَكَّروها فاعْتَرَفَتْ. فقال ابن عباس: قال النبي - ﷺ -: اليمين على المدَّعى عليه] (٤).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٢٣٥٨) كتاب المساقاة، باب إثم مَنْ مَنَعَ ابنَ السبيل من الماء.
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١٠٦)، وأحمد (٥/ ١٤٨)، ورواه أبو داود (٤٠٨٧)، وغيرهم.
(٤) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٥٥٢)، كتاب التفسير، سورة آل عمران، آية (٧٧).